Tuesday, December 15, 2009

لِيومٍ من الشهداءْ

لِيومٍ من الشهداءْ

عمر زيادة

سماءٌ لعينيكِ في "المريميّةِ"

إذْ لا سماءَ

و نَدْفُ الصواريخِ شرّع نافذة الدمعِ

للدمعِ

عُمْري على كتفيْكِ جديلةُ بارودَ

شبَّ بها الشّعرُ

صُبّي على النار زيتاً

وألقي النواحَ

وألقي الهديلَ الثقيلَ

ليشتعلَ الجُرْحُ أكثرَ

دارتْ ومارَتْ بنا الريحُ

واستعَرَ الجمرُ

لا بيْنَ بيْنَ ..

قضيّتُنا أن نموتَ لها أو نعيشَ بها

ونكونَ لهمْ في الغبارِ مهباً

يذرّي الرعودَ

ويبكي الجنودُ الجنودَ

على مدخلِ الشّيحِ في جسَدٍ..

ثائرٍ صابرٍ أن تفتّتهُ قنبلة

وأشلاؤهُ مُعضلة

ويبكي الجنودُ الجنودَ

ونصرُهمُ فارغٌ منهمُ حيثُ لا شيء..

إلاّ خرابُ الديارْ

وأكفانُ من قطَنوها زُهاءَ حصارْ

و أنتِ تمرّينَ من جسدي

لو تمرّينَ..

دربِ النخيلِ

شَرارِ الصهيلِ

من الأغنياتِ

إلى نفقٍ في دمي

من دمٍ في الأصيلِ

إليكِ

و يسقطُ سقْفُ الرّمادِ عليّ

وسقفُ الورودِ عليْكِ

_سماءٌ لعينيكِ_

فخّخْتُ قلبي ..ليشهَدَ قلبي عليّ

مُسجّىً بأقصى القصيدةِ

في أوّلِ البيتِ أنتِ ..وفي آخرِ البيتِ أنتِ

ولا بيتَ في البيتِ

فخّخْتُ صمتي ..وصوتي

وفُلّي وحقْلي

وحبري وشِعري

ودفترَ رسمي ..ومقلمتي

كلَّ شيءٍ

أنا في الرمالِ كمينٌ

أنا في السِّلالِ كمينٌ

وفي التّينةِ المهملة

وفي السُّنبلة

لأنفضَ عنكِ الرصاصَ

صباحُ السنابلِ في شفةِ الشمسِ..

تكبرُ صبْراً فصبرا

وتزرعُ في أفقِ الليلِ فَجْرا

_أحبّكِ_

شِبْتُ وناهزتُ فيكِ الثمانينَ قَهْرا

أخضّبُ حُزْني بوردِكِ

أغمسُ مُرّيَ في صَحْنِ شَهْدِكِ

و الماءُ ينحتُ روحيَ نَهْرا

وأصبحتُ أقربَ منكِ

على بعْدِ موتيْنِ ..بين الشظايا

ولي في الشظايا وطنْ

ولي ميتةٌ وكفَنْ

ولي أنتِ لو تجمعينَ

عظامي الرّكامَ من الجبلِ الخامسِ

من الوجعِ الدامسِ

فديتُكِ..

نامَ الحَمامُ على كسراتِ الهديلِ

ونِمْنا سويّا

وغاراتُهُم في الضلوعِ تقصّفُها

والصواريخُ أعمقُ خوفاً

وتعتنقُ " المريميّةَ "عاصفةُ الشهداءْ

سماءٌ لعينيكِ في "المريميّةِ" ..

ألفُ سماءْ

http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5354

No comments:

Post a Comment